لم يلقٍ والدا الشهيد الفتى محمد حسين أبو خضير نظرة الوداع على جثمانه.. لم يرغبا في ان يشاهدا ابنهما جثماناً مشوهاً مزقه حقد المستوطنين القتلة، فآخر صورة له في عقلهما وقلبهما هي التي أرادا أن تبقى في ذاكرتهما.
وقالت والدته والدموع تكاد تنهمر من عينيها: "نريد ان تبقى صورته كما عاش معنا طوال الـ 17 عاما الماضية.. محمد الطفل البريء وليس المشوه، لا نريد أن تبقى صورته الأخيرة في أذهاننا محترقا".
والدته الصابرة التي تتذكر أيامه الأخيرة وتتذكر طفولته وبداية شبابه تقول: "بعد وصول جثمان محمد ارتاح البال.. اليوم ابني عندي مش عند اليهود، ودعته عن بعد، لم أرى وجهه، أريد صورته ان تبقى كما تركني، أريد أن تبقى صورته الحلوة صورة الطفولة والبراءة في المنزل، لكن اذا شفت الجثة وهي محترقة فسأبقى ابكي طوال العمر على هذا المشهد".
وتضيف الأم: "اذا أصيب أي ولد من أولادي بجرح بسيط قلبي يبكي عليه، فكيف اذا شفت محمد مشوه الجسم والوجه؟؟"
وتقول الوالدة: "بعد سماعي خبر اختطاف فتى من حي شعفاط، وبعد اتصالي به ولم يجاوبني، تأكدت من ان المخطوف هو ابني محمد وانه لن يعود الى المنزل حياً، فهو وقع بيد عصابة من المستوطنين القتلة، لكني بقيت على أمل أن يعود في أي لحظة، وبعد مطابقة فحوصات DNA والتي وصلتنا مساء يوم استشهاده أكدت لي بأنه استشهد".
وعن اللحظات الأخيرة لمحمد تقول والدته: "خرج محمد يوم اختطافه كالعادة بعد تناول السحور وقال لي:" هيني رايح"، وذهب ولم ولن يعود ثانية لتناول طعام الإفطار ومساعدتي في تحضيره، ولن يعود ثانية ليتناول السحور ويذهب للمسجد..".
وتقول والدته :"كان همه في الأيام الأخيرة تزيين حارة شعفاط بالزينة فرحاً بقدوم شهر رمضان شهر الرحمة، فقام بجمع النقود من الأهالي وعلق الزينة على طول الشارع، ليفرح الصغير والكبير".
وتقول:" محمد المميز بين أبنائي الستة، رغم حبي لهم جميعاً لكنه كان الطفل الشاب الاجتماعي الحنون، "كتير بضحكني ويمزح معي"، حتى لو كنت زعلانة يجبرني على الضحك".
وتذكر الأم كيف كانت تدرسه حتى الصف التاسع، ثم انتقل بعدها لمدرسة "عمال في عطروت لدراسة الكهرباء، وتقول :"يقدم محمد امتحانات "البجروت" وبالأمس كان الامتحان الأخير، ونهايته كانت على يد عصابة المستوطنين".
وتقول الوالدة ان محمد كان يشعر بأن شيئاً ما سيحدث له، حيث قال لشقيقته الكبرى :"أنا مش راح أعيد معكم هذا العيد".
وتقول والدته :"أريد حقي، أريد إعدام قتلة ابني..ابني لم يكن في ساحة مواجهة ولم يعتدي على احد..ابني اختطف من امام منزله وأحرق وقتل، أطالب بإعدام القتلة وحرقهم أمام والداتهم، لأن قلبي هو قلب أم احترق بعد حرق ابنها، وأطالب بهدم منازلهم".
وأكدت ان الفلسطينيين شعب لا يحب القتل والمشاكل، لكن حكومة اسرائيل هي من تريد ذلك وتدعمه، بعدم معاقبة المستوطنين الذين يعتدون علينا باستمرار، بضرب ابنائنا وقتلهم ومصادرة أراضينا والاعتداء على ممتلكاتنا، والعالم صامت لما يحدث لنا."
وتقول :"الأصعب علينا كان حرق محمد، من يقوم بذلك ليس له قلب، واتمنى ان تكون النار على جسده برداً وسلاماً".
اما والده الذي تحمل معاناة التعب والإرهاق قال :"اختطافه واستشهاده هزت كياني .. المستوطنون قاموا بقتله وحرقه، المستوطنون هم النازيون الجدد، هم من يحرقون ويقتلون".
وأضاف :"أنا لا أؤمن بعدالة قضائهم فهي دولة عنصرية .. القانون للقوي وليس للضعيف".
وحمل والدا الشهيد محمد حكومة إسرائيل المسؤولية عن استشهاده، وقالا :"الحكومة الاسرائيلية هي التي تشجع المستوطنين للاستيلاء على اراضينا، وتبني لهم المستوطنات وتشجعهم على العيش هنا".
وأضاف :"أنا لا أؤمن بعدالة قضائهم فهي دولة عنصرية .. القانون للقوي وليس للضعيف".
وحمل والدا الشهيد محمد حكومة إسرائيل المسؤولية عن استشهاده، وقالا :"الحكومة الاسرائيلية هي التي تشجع المستوطنين للاستيلاء على اراضينا، وتبني لهم المستوطنات وتشجعهم على العيش هنا".
0 التعليقات:
إرسال تعليق