أكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي، حسن خريشة، أن المجلس التشريعي سيبقى مغيباً خلال الفترة القادمة كما كان في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن انعقاد المجلس سيفتح الباب أمام مسائلات كثيرة للمسؤولين وتفعيل العمل الرقابي والتشريعي،
وأوضح أن المصالحة التي تعزز الانقسام الداخلي ولا تعطي رواتب لخمسين ألف موظف فلسطيني، ليست مصالحة ونوه إلى تشكيل لجنة قانونية لبحث شرعية موظفي غزة هو في حد ذاته تهرب من المسؤولية والاستحقاق.
وجدد التأكيد ، على أن حماس حركة كبيرة في الشارع الفلسطيني ولها جذور ولا يستطيع أحد اقتلاعها ، والإسرائيليين يعرفون أنه لا يمكن إنهاء حركة حماس.
وأشار إلى أن المجلس التشريعي لم يكن هناك وضوح بشأنه خلال اتفاق المصالحة الأخير، فالبعض تحدث أن الحكومة ستأتي للمجلس التشريعي لنيل الثقة، والبعض الآخر قال أنها لن تعرض على المجلس التشريعي لأنها باشرت عملها وأدت اليمين أمام الرئيس، وما قيل أنه بعد شهر سينعقد المجلس لم نسمع كلمة واحدة من الرئيس محمود عباس أو أي مسئول حول الموضوع.
مؤكداً أن المجلس التشريعي سيبقى مغيبا كما كان في السابق، ولكن إذا كان هناك حرص من السلطة على شعبها وقيادة شعبها، أعتقد أن هذا هو الوقت الأنسب لانعقاد المجلس كخطوة تحدي للاحتلال باعتقاله عدد كبير من النواب.
وحول توقعاته بأن يأخذ المجلس التشريعي حقه ولو جزئياً خلال المرحلة القادمة أم أنه سوف يستمر على حاله المعطل ، لفت خريشة إلى أن المجلس واجتماعاته مرتبطة بقضية الانتخابات، والاتفاق ليس واضحاً، في البداية قالوا بأنه عند تشكيل الحكومة سيصدر مرسوم لدعوة المجلس للانعقاد، وبعدها سيصدر مرسوم رئاسي لتحديد موعد الانتخابات، ولم يحصل ذلك.
وأضاف ، أعتقد عندما يقرروا الذهاب للانتخابات سيدعو المجلس للانعقاد لوضع قانون للانتخابات، كما أتصور أن أبو مازن والحكومة في رام الله مرتاحين لهذا الوضع، لا مناكفات من قبل ممثلي الشعب الفلسطيني، ولا قرارات بالقوانين التي أخذوها، ولا رقابة على السلطة التنفيذية التي هي بحاجة لرقابة كبيرة بالمناسبة، والحكومة تعمل بطريقتها، وكلُ يضع نفسه في السلطة وكأنه مكان المجلس التشريعي.
وبخصوص قدرة الإجراءات القمعية التي يقوم بها الاحتلال ضد حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة على إضعاف الحركة، وبالتالي إخراجها من المشهد السياسي والميداني الفلسطيني خلال المرحلة القادمة ، أكد خريشة أن حماس حركة كبيرة في الشارع الفلسطيني ولها جذور، ولا أحد يستطيع اقتلاعها، والإسرائيليين يعرفون أنه لا يمكن إنهاء حركة حماس.
وقال : حتى في الصراع الداخلي أدركت حماس وفتح أنه لا يمكن لكل منهما أن يقتلع الآخر، ولذلك جاءت المصالحة، ويبدو أن الإسرائيليين استنسخوا التجربة القديمة باعتقال النواب، وهذه الطريقة الفاشلة على أمل أن يحققوا منها شيء، ولكن تبين أن القائد الذي دائما في المقدمة هو من يدفع الثمن بجانب المواطن العادي، وليس كالقادة الذي يكونون في الخلف.
وحول توقعه بأن تخرج اللجنة القانونية الإدارية التي أعلنت حكومة التوافق عن تشكيلها مؤخرا بنتائج ومخرجات تنصف موظفي حكومة غزة السابقة، أم أنها محكومة بأجندة مسبقة ومعروفة ، نوه خريشة إلى أن مجرد تشكيل لجنة هو تهرب من المسئولية والاستحقاق، لأن كل فلسطيني عمل في السلطة الفلسطينية سواء تحت رعاية الحكومة في الضفة الغربية أو في قطاع غزة، هو موظف، وبالتالي المال العام هو لكل أبناء الشعب الفلسطيني الذين يخدمون هذا الوطن.
وأشار إلى أن تشكيل اللجان هو هروب من تنفيذ استحقاق يمكن تنفيذه بشكل مباشر، وبالتالي المطلوب وضوح رؤية عند كل الأطراف سواء من عزام الأحمد أو موسى أبو مرزوق ليقولوا لنا ما الذي اتفقوا عليه بشكل واضح، ولا داعي للحديث بشكل إعلامي مبهم، نريد أن نرى الحقيقة، على ماذا اتفقتم..؟.
وبين أن المصالحة التي تعزز الانقسام الداخلي ولا تعطي رواتب لخمسين ألف موظف فلسطيني، هذه ليست مصالحة بل نوع من الضرورة والحاجة للذين وقعوا هذا الاتفاق، وبالتالي نحن لا يجب أن نعيش تحت الضرورة والحاجة، بل أن نعيش تحت باب أننا نريد المصالحة برغبتنا وبإرادتنا الحرة، حتى نعزز مشروعنا الوطني الفلسطيني.
وشدد أن المصالحة الهدف منها تصليب الموقف وتعزيز المقاومة والوصول إلى وحدة وطنية حقيقية، والتجهيز للانتخابات، وإعطاء الناس حقوقها، وهذه الأشياء لا شيء تحقق منها.
وأكد خريشة ، أن سعي الاحتلال لإصدار قانون "حنين زعبي" في الكنيست وإخراج الحركة الإسلامية في الداخل عن القانون ، لن ينجح في إسكات شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل.
وأضاف : كنت أتمنى أن يخرج أحد من قيادات السلطة الفلسطينية بمستوى ما قالته حنين الزعبي من على منصة الكنيست، التي عبرت بطريقة لا لبس فيها عن ضمير الشعب الفلسطيني، وهي في فم الأسد، لكن نحن للأسف المسئولين قانونيا وأخلاقيا عن أراضينا المحتلة وشعبنا الفلسطيني صمتنا، وبل وعندما تحدثنا ، تحدثنا بشكل سيء يسيء لتاريخنا ونضالاتنا.
وحول قراءته للمشهد الفلسطيني في المرحلة المقبلة ، قال: بدأت أدرك تماما أن الإسرائيليين لم يعودوا القوة القاهرة والطاغية في المشهد وأن خياراتهم أصبحت محدودة، وعلى الشعب الفلسطيني أن يتقدم بخيارات أخرى، وأن نتحدث عن تغيير حقيقي في نهج وتفكير القيادة الفلسطينية، مؤكداً أن هذا لن يكون إلا بانتخابات حرة ونزيهة، ونترك الناس تختار من تشاء ليقود ممثلي الشعب المرحلة القادمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق